لبيك اللهم لبيك.. ما هي مناسك الحج بالترتيب.. وموعد يوم التروية؟
على الحاج أن يعلم مناسك الحج بالترتيب، ومَناسك الحج هي الأعمال التي يؤديها الحاج المسلم
قبل الحج وفى أثنائه ونهايته، وأعمال الحج ومناسكه، منها ما هو ركن، ومنها ما هو واجب،
ومنها سنة، وسوف يأتى تفصيل ذلك في ما يأتى ويؤدى الحاج مناسك الحج بالترتيب الآتى:
1- الإحرام
الإحرام يقصد به أن ينوى الحاج الإحرام- الدخول في نسك الحج- بِقَلبِهِ، مستحضرًا النية لذلك،
وسبب تسميته بالإحرام لأن الحاج بمجرّد الدخول فيه يحرّم عليه أمورًا كانت محللة له،
وقد تعددت آراء الفقهاء في حكم التلبية عند الإحرام بين الاستحباب والفرضيّة، والمشهور عند جمهور العلماء القول باستحبابها.
الميقات الزمانى والمكانى للحج
للحاج أن يحرم في أشهر الحج، وهى: شوال وذو القعدة وعشر من ذى الحجة، وأعمال الحج
بينما تكون في الثامن والتاسع والعاشر والحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر من ذى الحجة
وهذا هو الميقات الزمانى للإحرام، وفى ما يتعلق بالميقات المكانى للإحرام فهو حسب البلد كالآتى:
ميقات أهل المدينة: ذو الحليفة وميقات أهل اليمن: السعديّة وميقات أهل مصر والشام والمغرب: الجحفة.
2- الطواف
وإن أتى طواف القدوم ثانيًا عند ذكر مناسك الحج بالترتيب إلا أنه أول سنن الحج. وطواف القدوم سنّة
من سنن الحج حسب قول الجمهور، ويسمى طواف الورود، وطواف الوارد، وطواف التحيّة؛ لأنه شُرع للقادم
من غير مكة المكرمة، ويبدأ طواف القدوم بدخول الحاج إلى مكة المكرمة، وذلك لتحيّة البيت العتيق،
وآخر وقته الوقوف بعرفة عند جمهور الفقهاء، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِى الله عَنْهَا: (أنَّ أَوَّلَ شىءٍ بَدَأَ به
حِينَ قَدِمَ النبى -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنَّهُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ طَافَ).
3- السعى بين الصفا والمروة
ذهب الحنفية إلى سُنّية السعى ولكنه ركن من أركان الحج حسب أقوال كل من المذهب المالكى،
والشافعى، والحنبلى، وذهب الجمهور إلى أن الشرط في السعى إتمام سبعة أشواط،
قال تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا).
صفة السعى
يبدأ وقت السعى يوم النحر بعد طواف الزيارة لا طواف القدوم؛ ذلك لأن السعى واجب، وطواف القدوم سنّة،
فلا يجوز أن يكون الواجب تَبعًا للسنّة. ويكون السعى بارتقاء الحاج إلى الصفا ليبدأ السعى،
ويكون مستقبلًا الكعبة، ويوحد الله، تعالى، ويكبّره، ثم يتّجه إلى المروة بالمشى المعتاد،
فإذا ما حاذى العمودين الأخضرين أسرع في المشى، حتى إذا وصل المروة وحّد الله وكبّره،
وهذا شوط واحد. ثم يشرع في الشوط الثانى، ويفعل فيه مثلما فعل في الشوط الأول، حتى يتم الشوط السابع.
4- يوم التروية بـ “منى”
يصادف يوم التروية اليوم الثامن من ذى الحجة، ويستحب للحاج أن يخرج من مكة المكرمة إلى منى في يوم التروية،
فيُصَلِّى بِمِنى خَمْسَ صلواتٍ هي: الظُّهْرُ، وَالْعَصْرُ، وَالْمَغْرِبُ، وَالْعِشَاءُ، وَالْفَجْرُ، وذلك باتفاق الأئمة الأربعة،
ويبيت بها ليلة عرفة، ثم يسير الحجاج من منى إلى عرفة سيرًا على الأقدام بعد طلوع شمس عرفة، وهو سنّة عند الجمهور.
5- الوقوف بعرفة
وعلى الرغم من أن الوقوف بعرفة يأتى خامسًا عند ذكر مناسك الحج بالترتيب إلا أنه أول ركنٌ من أركان الحج
ولا يكتمل الحج إلّا به، وذلك باتّفاق الأئمّة الأربعة، فقد ثبتت ركنيّته بالسنّة والإجماع.
شرطا الوقوف بعرفة
1- الوقت: ويوافق اليوم التاسع من ذى الحجّة وليلة العاشر من ذى الحجّة إلى طلوع الفجر، فمن فاته يوم عرفة
أو تأخّر عنه فقد فاته الحج، واتفق العلماء في أنّ طلوع فجر يوم النحر هو وقت انتهاء الوقوف بعرفة،
إلّا أن الآراء تعددت في أول وقت الوقوف بعرفة.