مقالات

المدينة الخضراء 1

كتب: الدكتور عبدالرحمن طه

يقول الله تعالي في كتابه الكريم ” ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة ( الحج 63 )

ولأن الأخضر قد ذكر في القرآن ثماني مرات بعدد أبواب الجنة فقد رأيت أن أجعل من كلماتي تصورا للمدينة الخضراء فإذا أقررنا أن ما ينزله الله من السماء إلى الأرض يصبح سبيلا للأعمار فتخضر الأرض.

فلنا أن ننظر إلى أول كلمة نزلت من السماء إلى وهي كلمة أقرأ ، و أقرأ هي أول الغيث إذ يقول الله تعالى في سوة العلق اقرأ باسم ربك الذي خلق ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ، (سورة العلق الايات 1 و 4 ، 5 )، ترتيب إلهي في تلقي العلم وقد اراد الله جل شأنه أن يبين لنا أن القراءة هي سبيل العلم هي بدايته و القراءة هي سبيل الاستثمار والاقتصاد والتكنولوجيا هي سبيل الثورات الصناعية فما كان للعلماء والمخترعين أو يكونوا جهلاء ولم يكتف الله بالقراء بل أراد الله عز وجل أن يعطينا السبيل في التدوين لتسجيل بنات أفكارنا الذي تنبع من الاستنتاج الفكري والعقلي لذلك أردف القراءة بالقلم الذي منه الخط ومنه نكتب ونسجل سبل التقدم والتحضر مع التذكرة دائما وابداّ أن السير بهذا المنهاج لا يكمل إلا من خلال ما يلهمه الله لنا فقل عز من قائل علم الإنسان ما لم يعلم

من هذا الترتيب الإلهي ندرك أن السبيل لكل تقدم وفق الكلمات الحديث هو البحث ( القراءة ) والتطوير ( الكتابة ) والابتكار ( علم الإنسان مالم يعلم ، فالبحث والتطوير والابتكار هي كلمات مرادفه لما شرعه الله تعالى لنا لكي نبقي الأرض مزدهرة مخضرة من فيض علم الله على الأرض . ويتساوى في هذا الشأن الناس أجمعين إذ يقول سبحانه جل شأنه وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ( الانبياء 7 )  ولأن القرآن عام شامل جامع لكل للناس لا فرق بين عربي واعجمي إلا بالعمل والتقوى والتقوى محلها الإتقان وقل أعملوا .

وعليه وللوصول إلى إعمار الأرض عزمنا على أن نيسر سبل العلم الحديث والمتقدم وماعلينا فعله في ظل الثورة الصناعية الرابعة  وتغيير الفكر الاقتصادي لدى الفرد حتى يصبح نافعا ناتجا لمصر كل ما هو مفيد وخير للاقتصاد الوطني والذي يشهد نتيجة لثقفات متراكمة حالة لا يرثي لها فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فمن القراءة الفردية والبدئ بالنفس يتغير العقل الجمعي ونتغير للأفضل فيغيرنا الله للأفضل…………