شادى لويس يرفض جائزة ساويرس للثقافة ويثير الجدل

وسط احتفاء الفائزين بجائزة ساويرس الثقافية، جاء الخبر الذى عكر صفو الاحتفالية، الروائى شادى لويس بطرس، الحاصل على الجائزة لأفضل رواية فرع كبار الكتّاب،
أعلن تنازله عن الجائزة ورفضها، بعدما تقدم لها ووافق على الحصول عليها، ما أثار استياء لجنة التحكيم، التى اختارت روايته «تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة»،
لينتقل الجدل سريعا بين أوساط المثقفين الذين انقسموا بين قطاع يرفض موقف شادى لويس الذى وصفوه بالصبيانى والباحث عن شهرة
كانت مؤسسة ساويرس الثقافية أعلنت أسماء الفائزين بجوائزها فى دورتها الثامنة عشرة، 8 يناير الجارى،
إلا أن ما شد الأنظار ليس أسماء الفائزين بل إعلان الكاتب المقيم خارج مصر تنازله عن الجائزة فور إعلان الحصول عليها،
خصوصا أن شادى لويس وافق مسبقا على تقدم الدار التى نشرت روايته للجائزة، كما وافق على الحصول عليها
عندما تم إبلاغه بنبأ فوزه بصورة مسبقة قبل إعلان الجوائز رسميا، ما أثار موجة من التساؤلات حول مغزى موقفه،
بينما لم يسلم من هجوم حاد خصوصا ممن سبق أن حصلوا على جائزة ساويرس.
كما زاد شادى من حالة الجدل بكتابته على صفحته بموقع فيسبوك فور إعلان الجائزة:
«ممتن لكل التهانى بفوز روايتى (تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة)، بجائزة ساويرس للرواية – كبار الكتّاب، وسعيد بالتأكيد
بالخبر وممتن للجنة الجائزة على اختيارها، وسأحتفظ بالجائزة لليلة واحدة، وفى الصباح هاكتب لإدارة الجائزة أعلن تنازلى عنها ماديا ومعنويا»،
وبعد إثارة الجدل عاد فى منشور طويل واعترف بمعرفته بترشيح روايته للجائزة وفوزها بها،
وأنه شعر بورطة لسابق انتقاده للجائزة فى عديد المرات، لافتا إلى كتابته اعتذارا شخصيا لوسام رجب، مديرة جائزة ساويرس،
لسابق إعلانه لها قبوله الجائزة قبل الإعلان رسميا عن أسماء الفائزين، وكتب: «اليوم كتبت لها واعتذرت لها ووضحت لها أنى بالفعل صدقا،
شادي بطرس يرفض جائزة ساويرس
لم أتعمد تضليلها لكن كنت مترددا حتى آخر لحظة، وما أدهشنى وأخجلنى، هو لطفها الغزير والله،
وتفهمها وقبولها الاعتذار»، معلنا تقبله لموقفه وكل من أيد أو عارض قراره.
فى المقابل، أعلن مجلس أمناء جائزة ساويرس فى بيان رسمى أسفه الشديد لاعتذار الكاتب شادى لويس
وتنازله عن جائزة ساويرس الثقافية، دون إبداء أسباب، وتابع البيان: «يؤكد مجلس الأمناء أنه تم اختيار الرواية من لجنة التحكيم
بمنتهى النزاهة والشفافية بناء على جدارة واستحقاق الكاتب وتميُّز الرواية دون أية اعتبارات أخرى».
لكن محاولات الكاتب وإدارة الجائزة تحجيم الموقف، لم يعد ممكنا بعدما تحول موقف شادى لويس إلى مادة ثرية
لتبادل وجهات النظر بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى من الكتّاب والقراء على حد سواء، إذ هاجم قطاع منهم شادى لويس
ووصفوا موقفه بـ«غير الأخلاقى» كونه وافق على الترشح للجائزة ووافق على الحصول عليها
ثم عاد وانسحب وأعلن رفضه لها، وهو أمر «صبيانى» ينم عن محاولة طفولية لجذب الأضواء، واللعب فى المساحات الآمنة
برفض جائزة بقيمة مادية محدودة، فضلا عن تضييعه الفرصة على أعمال أخرى كانت تستحق التكريم والجائزة.
ورفضت الكاتبة والروائية منى الشيمى موقف شادى لويس، وكتبت عبر صفحتها على فيسبوك: «هو حر بالطبع، لكن لماذا انتظر حتى اللحظة الأخيرة
إذا لم يكن يريد إثارة أكبر من إثارة وقت الجائزة؟ وإن رأى نبلا وعنترية فى رفض الجوائز، فلماذا أراد حصد شهرة من موقفه؟
أم ربما بتدنى قيمة الجائزة إذا ما احتسبت بالعملة الصعبة، وجد أن شهرة رفضها أكبر بكثير من شهرة قبولها؟»،