الأرشيف

“رمضان”: نقدم جميع الخدمات المنزلية “سباكة و كهرباء والأجهزة منزلية..”

:

حوار: مروه ابو زاهر

قصة نجاح كان بطلها أحد شباب رواد الأعمال، ذلك الشاب الذي تخرج فقط في عام 2006، وبعد 6 سنوات قضاها في أحد أشهر بنوك الاستثمار في العالم العربي، اختار هذا الشاب تحقيق حلمه الخاص، واستطاع تجاوز العديد من العقبات في سبيل تحقيق حلمه، متسلحاً بالدراسة الأكاديمية والعملية المتأنية والتي كللها بالحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من أحد الجامعات المرموقة في أمريكا في مجال إدارة الأعمال، وحتى دراسات السوق اللازمة لإنشاء شركته واقتحام مجال جديد على السوق المصرية، وبالفعل استطاع خلال سنوات محدودة إنجاح تجربته الرائدة ليكون بذلك نموذج يحتذى به للوصول إلى النجاح.

ذلك الشاب هو عمر رمضان، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “في الخدمة” أول منصة الكترونية مصرية -“أبليكيشن”  لتقديم خدمات الصيانة المنزلية، والذي يسرد خلال حواره قصة نجاحه.

ويقول رمضان: “تخرجت في الجامعة الأمريكية تخصص إدارة أعمال في عام 2006، وعملت بعد ذلك في المجموعة المالية “هيرمس” كنائب مدير مشارك حيث كنت مسئولاً عن استقطاب وإدارة عمليات استحواذ وتمويل رأسمالي في الشرق الأوسط، اكتسبت خلالها العديد من الخبرات والمهارات، ووصلت لمرحلة إني أردت في بدأ حلمي الخاص، وهو ما دفعني للتسلح بمزيد من الدراسات الأكاديمية والعملية بالحصول على درجة الماجستير، وبالفعل تقدمت على العديد من الجامعات الأمريكية، والتحقت بإحدى الجامعات الأمريكية للدراسة وهي جامعة بنسلفانيا وارتون”.

وبالفعل مكثت عامين في دراسة الماجستير، كان منهم عام كامل عبارة عن دراسة متخصصة عن آليات إنشاء شركة جديدة وتكوين فريق عمل ناجح، وأتيحت لي الفرصة للاستفادة من تجربة العديد من الشركات الأمريكية التي ظهرت وتعاظمت في هذه الفترة مثل جوجل وغيرها، وتخلل فترة الدراسة مقابلات مع مؤسسي ومديري هذه الشركات لاسيما المتخصصة في توفير تطبيقات خدمية تلبي متطلبات العملاء.

وفي العام الثاني من دراستي للماجستير، ركزت دراستي على الشركات التي تقدم خدمات منزلية للعملاء، وبالفعل وجدت شركتين في أمريكا حققوا نجاحات في هذا المجال، وقمت بالاجتماع مع رؤساء هاتين الشركتين للتعرف على أسلوب عملهم واكتساب الخبرات منهم، وبعد ذلك قمت بدمج هذه المعلومات والخبرات مع ما درسته في الماجستير، وقمت بالتواصل مع بعض المختصين بالسوق المصري لإنشاء شركة متخصصة في الخدمات المنزلية.

وعند دراسة السوق في المصرى ، لم أجد أي شركة تقدم خدمات منزلية، وكان قطاع خدمات الصيانة يعتمد بصورة كلية على الأفراد وهو ما يفتح المجال لتسلل بعض الأفراد غير الملتزمين بما يقلل من جودة التنفيذ أو الالتزام بالمواعيد أو سياسة التسعير، كما أن المعيار الرئيسي في اختيار هؤلاء الأفراد هو الترشيح من دائرة المعارف سواء الأصدقاء أو الأقارب.

وبعد دراسة السوق جيداً وخلال فترة تواجدي بأمريكا جائتني فكرة اسم الشركة “في الخدمة”، وبالفعل تقدمت بفكرة الشركة إلى أحدى المسابقات التابعة لجامعة هارفارد والمخصصة للشركات الناشئة، وكان من شروط التقدم للمسابقة هو طرح تصور كامل للفكرة وأسلوب عملها وغيرها من التفاصيل الدقيقة، وهو ما دفعني للتواصل بشكل أكثر كثافة مع مسؤلين في مصر وذلك كان في نوفمبر 2013، وعلى الرغم من إعجاب المسؤلين عن المسابقة بالفكرة ووصولها إلى المنافسات النهائية إلا أنها لم تفز.

وبعد ذلك عدت إلى مصر وخلال شهر واحد كنت قد بدأت في إجراءات تأسيس الشركة، وبدأت في تكوين فريق العمل، ودراسة سوق الخدمات المنزلية في مصر عن قرب، وبعد ذلك سافرت إلى أمريكا لمواصلة دراسة الماجستير حيث كان يتبقى 5 أشهر تقريباً، وخلال هذه الأشهر قمت باستغلال كل فرصة تجمعني مع متخصص من أساتذة علوم الإدارة الأمريكيين لعرض الفكرة عليهم والعمل على تطويرها بما يتناسب مع أرائهم وملاحظتهم، وهو ما ساهم في بلورة فكرة الشركة بشكل احترافي متكامل.

وفي يونيو 2014، تأسست الشركة، ولأنني لا أجيد التعامل جيداً مع مجال الصيانة المنزلية، فقد لجأت إلى ذوي الخبرة والكفاءة في هذا المجال، ووجدت أن أفضل من يقوم بأعمال الصيانة على أكمل وجه ويهتم بكافة التفاصيل هم القطاع الفندقي حيث تضع الفنادق اشتراطات ومعايير صارمة للعمالة الفنية التي تعمل بها، وبالفعل تواصلت مع مدير الإدارة الهندسية بفنادق الماريوت، وعرضت عليه الانضمام إليّ على أن نقوم بتأسيس الشركة سوياً، إلا أن عمله بسلسلة الفنادق العالمية حال دون ذلك، فتمت الاستعانة به كمستشار للاستفادة من خبراته ومهاراته.

وكانت البداية بتعيين مجموعة من العمالة الفنية المتميزة لخدمة منطقة القاهرة الجديدة، على أن يكونوا نواه للخطوة القادمة للشركة وهي اقتحام عالم التكنولوجيا وخدمة المئات الآلاف من العملاء، وبالفعل تم البدء بخدمة القاهرة الجديدة بثلاث خدمات وهي السباكة والكهرباء والنجارة، وتم إنشاء موقع إلكتروني للتسهيل على العملاء مهام الحجز والتواصل.

وظل الحال كذلك حتى 2016، عندما تم البدء في الاستثمار في التكنولوجيا، وتواصلنا مع أحد المستثمرين وهو الدكتور خالد إسماعيل وهو رجل أعمال يقوم بالاستثمار في الشركات الصغيرة، وشغل العديد من المراكز المرموقة في الشركات المختلفة، وقام إسماعيل بضخ استثمارات بقيمة مليون جنيه، وهو ما ساعد الشركة على توسيع خدماتها ونطاق عملها فبدلاً بعد أن كانت مقتصرة على القاهرة الجديدة تم تقديم الخدمات في المعادي ومدينة نصر ومصر الجديدة، وتم إضافة خدمات التكييف والدش والنقاشة والألوميتال، وهو ما استدعي تكبير فريق العمل، حيث اعتذر المهندس الاستشاري عن الاستمرار لارتباطه بأحد المشروعات خارج مصر، فيما انضم مهندس أخر ليشغل مدير العمليات والإدارة الهندسية بالشركة.

وبعد ذلك بدأت الشركة تلقي طلبات من شركات وليس مجرد أفراد للقيام بعقود صيانة، وتم توقيع أول عقد صيانة مع شركة في 2016 ثم توالت العقود وكان من بينها شركة مطاعم كبرى .

وفي منتصف 2017 كانت الحاجة لخطوة توسعية جديدة، فتم إدخال صندوقي استثمار وهما الجيبرا وهو صندوق يركز على الشركات الناشئة، وكذلك صندوق جيلنت، وكان إجمالي تمويل الصندوقين 300 ألف دولار، وكان الهدف من هذا المبلغ تعزيز الشق التكنولوجي واستبدال نظام العمالة بالأجر الكامل إلى نظام الخدمة بالطلب، وكان ذلك نقطة محورية في منحنى نمو الشركة، حيث انضم إلينا معتز بنانة كشريك والمدير التكنولوجي للشركة ليكون مسؤلاً عن التحول التكنولوجي للشركة.

وفي بداية عام 2018 كانت انطلاقة جديدة للشركة حيث أصبحت الشركة بالفعل أقرب إلى سوق الخدمات، من خلال التوفيق بين العمالة الفنية وبين العملاء وراغبي الخدمة، مع الاحتفاظ بالعمالة الدائمة على أهبة الاستعداد للعمل في أي توقيت.

وعملت الشركة على ضمان حقوق الطرفين، وذلك من خلال الحصول على أوراق الثبوتية من العمالة حيث يتم أخذ صورة من تحقيق الشخصية وفيش وتشبيه وصورة شهادة ميلاد، ثم الخضوع إلى اختبار فني للتحقق من مستوى العامل الفني، وبعد النجاح في الاختبار يخضع العامل إلى مقابلة الـ HR”” للتحقق من امتلاكه الصفات الشخصية ومهارات التواصل مع العملاء وحسن خلقه، ثم هناك مرحلة أخرى عبارة عن مقابلة شخصية فنية مع أحد المهندسين المتخصصين، للتأكد من إجادته بعض التفاصيل الفنية الدقيقة ليتم إضافته بعد ذلك إلى التطبيق ضمن فريق العمالة بالموقع ليكون متاح للعملاء التعاقد معه ويقوم الفني بتوضيح أوقات العمل التي يستقبل فيها طلبات العملاء، فهناك شريحة تكون متاحة للعمل مساءاً فقط لارتباطه بوظيفة في الصباح، وهناك العكس، وهناك من هو متفرغ.

وفي المقابل يقوم العميل بالدخول إلى موقع الشركة وإيضاح طلبه مرفق بتوضيح العطل حتى يكون العامل المجيب للطلب جاهزاً بالأدوات اللازمة، وكذلك موقعه، ويقوم التطبيق باستقبال طلب العميل وإرساله للعامل الفني المتاح في هذه المنطقة وهذا التوقيت، ويقوم الفني بالتأكيد على قبوله للعمل.

وتطبيقاً لمبادئ الاحترافية هناك منظومة تعليمات تفرضها الشركة على العمالة مثل ارتداء اليوني فورم الخاص بالشركة ومستوى جودة محدد ومراعاة نظافة موقع العمل وبعد الانتهاء من المهمة، وغيرها من التعليمات، وهناك بعض الفنيين الذين لا يلتزموا بأحد هذه المعايير فيتهم تدريبهم على كيفية تطوير نفسهم في موضع التقصير، ومنحهم فرصتين أخرتين، وفي حال عدم الاستجابة يتم إنهاء تعاقده مع الشركة.

وبعد الانتهاء من المهمة يتم تقدير سعر الخدمة ويتم إرسال بها إشعار إلى العميل ليقوم بسداد قيمتها إلى الفني، ويقوم الفني بتوريد نسبة معينة إلى الشركة والحصول على باقي المبلغ.

وتضم الشركة حالياً 60 موظف دائم، وتعتمد في هيكل العمالة على الشباب الذين  يتراوح أعمارهم بين 22 إلى 35 عاماً.

ومنذ 2018 تم مضاعفة حجم أعمال الشركة 5 أضعاف، وبالتزامن مع زيادة حجم الأعمال تم زيادة رأس مال الشركة، خاصة بعد حصول الشركة على تمويل جديد من نفس الصندوقين السابقين بقيمة 800 ألف دولار، وهو ما يدل على ثقتهم في خطوات الشركة ونموها وسيرها على الطريق الصحيح، وبالتالي فإن إجمالي المبالغ التي تم استثمارها في الشركة حتى الآن تتخطى 20 مليون جنيه ، وتم استثمارهم في تكنولوجيا وفي التسويق، ومرتبات فريق العمل ذوي الخبرات.

وفي العام الحالي نجحت الشركة في مضاعفة حجم أعمال بواقع 4 أضعاف في الفترة من إبريل وحتى أغسطس، بالإضافة إلى تكوين فريق تسويق احترافي، وتطعيم قسم التكنولوجيا والبرمجة ببعض الخبرات والكوادر، وكذلك خدمة العملاء وإدارة التشغيل، كما استهدفت الشركة فتح مناطق جديدة.

والشركة تقدم حالياً خدمات السباكة والكهرباء والتكييف والدش والألوميتال والنجارة ونقاشة وأجهزة منزلية تضم الثلاجات والغسالات والبوتاجازات، كما إننا اقتحمنا منطقة الساحل الشمالي حيث وقعنا عقدين مع قريتين سياحيتين وذلك بعد تغطية القاهرة الكبرى بالكامل، ونهدف بعد ذلك زيادة حجم الأعمال بالمناطق التي تغطيها الشركة بخدماتها.

والشركة حالياً تضم 7 مديرين، وهناك 12 عامل فني بدوام كامل، وهناك 450 فني مسجلين في قوائم الشركة، وتهدف الشركة لزيادتهم إلى ألف عامل بنهاية العام الجاري، مع الالتزام باشتراطات ومعايير الشركة.

ومن المشروعات التي وقعت معها الشركة عقود الصيانة، شركات تطوير عقارى كبرى مالكة لمشروعات بالساحل الشمالى والتجمع الخامس وعدد من مدن المجتمعات العمرانية بالاضافة الى سلاسل من المطاعم والكافيهات الشهيرة .

وتمتلك الشركة هدفاً استراتيجياً طويل المدى وهو أن تكون أكبر شركة في سوق الخدمات المنزلية في مصر، وتقدم كافة خدمات الصيانة، كما نهدف إلى استهداف عدد من الأسواق المجاورة.

أما على المدى القصير والمقدر بعام، فتستهدف الشركة مضاعفة حجم الأعمال  بالإضافة إلى إنشاء قسم للمبيعات للتنافس على عقود صيانة مع الوزارات والهيئات والمشروعات السياحية، والتوسع في أعمال نظافة المنازل، واستهداف أحد الأسواق الخارجية ويتم دراسة الأسواق حالياً للاستقرار على أحدهم، ويعد معيار اختيار السوق الخارجية هو الكثافات السكانية ووجود طبقات متوسطة وفوق متوسطة كبيرة، وتوافر الحد الأدنى من الثقافة التكنولوجية .

كما فكرت الشركة في إطلاق خدمة الصيانة الدورية والشاملة للمنازل والمشروعات، بحيث يتعاقد العميل مع الشركة لإجراء الصيانة الشاملة لمنزله بصورة دولية، ولكن غياب هذه الثقافة في مصر دفع الشركة لإرجاء هذه الخدمة مؤقتاً.

ويعد سر نجاح “في الخدمة” خلال هذه الفترة القصيرة هو تقديم خدمات الصيانة المنزلية بأعلى جودة وباستخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة وبمقدمي خدمة من الفنين الذين يراعون الجودة والجدية والالتزام والنظافة وأسعار الخدمات المقدمة من الشركة بنفس أسعار السوق كما تحرص الشركة على التعرف على مدى رضاء العملاء عن الخدمة المقدمة من خلال التقييمات واستقبال الشكاوى وتمنح الشركة ضمان لمدة شهر على الإصلاحات المنفذة، علاوة على أن الشركة تشترط منع الإكراميات من العملاء، وفي حالة ثبوت حصول العامل على إكرامية يتم اتخاذ إجراء ضده.

وتستفيد الشركة بقوة من النظام التكنولوجي المطبق داخلها، فهذا النظام يتيح للشركة والعامل الفني التعرف على تاريخ الصيانة للخدمة التي يريدها العميل.

واستكمالاً لتحقيق استراتيجية الشركة فإننا ندرس في الفترة القادمة التعاقد مع خريجي المدارس الفنية والمهنية على أن يتم إخضاعهم لبرنامج تدريبي ثم الاعتماد عليهم ضمن فريق عمال الشركة الفنيين.