وراء المدفع أو أمام الكاميرا.. للفن حضور طاغ في صياغة النصر
كتب: أحمد عمران
من لم ينل شرف المشاركة سعى لتجسيد قصص البطولة، فلا أحد ينكر دور الفن والفنانين في نصر أكتوبر المجيد، وحتى الآن لا يزال الفنانون يقدمون لنا الأعمال الفنية التي تجسد النصر وتستدعى لدينا شعور الفخر كل عام في ذكرى النصر العديد من الأفلام السينمائية التي تجسد مشاهد الحرب، ويقدم أدوار البطولة بها عدد من نجومنا الكبار، لكن الكثير منا لا يعلم أن لحرب أكتوبر أبطال حقيقيين من النجوم متواجدين بيننا حتى الآن شاركوا في نصر أكتوبر وقاتلوا على الجبهة مقدمين حياتهم للوطن. وما بين فنانين شاركوا في ساحة المعركة وآخرين جسدوا البطولات نشاهد تف «الإخبارية» محل رصد وإعادة إحياء ذكرياتهم.
رامي وحيد في حواره المشاركة في «أسد سينا» من أسعد لحظات حياتي الفنية.. و«الممر» كأنك تعيش الحرب
في ذكري حرب أكتوبر المجيدة نري أعمال فنية تحكي قصص حدثت بالفعل وشخصيات بارزة في أرض المعركة وكل عمل من هذه الأعمال وراءه قصة وكواليس بعيدة تماما عن أعين أو خيال المشاهد، فلذلك ترصد “جريدة الإخبارية ” في الذكرى الـ46 للاحتفال بنصر أكتوبر هذه الكواليس لترفع الستار عن خبايا فيلم ” أسد سيناء” مع الفنان الرائع رامي وحيد والذي قام بدور النقيب ” صفي الدين غازي “قائد المجموعة .
كشف الفنان رامي وحيد، المشارك في فيلم «أسد سيناء» الذي يتحدث عن حرب أكتوبر، في حوار خاص عن كواليس الفيلم المنتج في عام 2016، متطرقا إلى دوره حيث جسد دور النقيب الشهيد صفي الدين غازي. وإليكم نص الحوار:
في البداية حدثنا عن مشاركتك في الفيلم وشعورك في أثناء تأدية دور بطل أفنى حياته من أجل الوطن ؟
كانت من أسعد لحظات حياتي الفنية، لأنني أشعر بالاعتزاز والفخر والانتماء لما قدمته القوات المسلحة في انتصار أكتوبر المجيد، وما تحمله من فخر وعزة لكل الشعب المصري عقب انتصار عظيم وغير مسبوق لقواتنا المسلحة ومستمرين في هذه الحرب حتي الأن بدورهم في محاربة الإرهاب وستظل قواتنا الباسلة الدرع الواقي لدولتنا من أي عدو، وأنا أشعر بالفخر لمشاركتي في هذه الأفلام التي خلدت ذكرى جميلة لن يمحوها الزمن مهما طال.
· حدثنا عن أهم اللحظات التي مررت بها في أثناء التصوير ؟
– أهم اللحظات التي مررت بها في أثناء التصوير هو أنني كنت أجسد واقعة حقيقية وكان ليا الشرف أن أكون واحدًا من هؤلاء الشهداء وذلك بدور كقائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي.
· حدثنا عن شعورك عند تجسيد شخصية «النقيب صفي الدين غازي»؟
عندما أقوم بعمل فيلم لازم يتعمل بشكل جيد جدا وللعلم أنا كنت جي الفيلم دا علشان أعمل شخصية تانية خالص وكنت خايف أننا نعمل حاجة لا تليق بمكانة الشهداء بقلوبنا وقلقت واعتذرت عن الفيلم لأن الأسماء كلها كانت جديدة فأنا اعتذرت ومش حابب أخوض تجربة جديدة، لكن في الحقيقة بدأو وصوروا وحضرت في أثناء التصوير فانبهرت بالمستوى وكانت الشخصية الخاصة للنقيب صفي الدين غازي.
فحصل أن الشخصية عجبتني جدا وتقريبا النصف الآخر من الفيلم حكي الكثير عن هذه الشخصية فتحمست جدا ودا كان السبب الأساسي، إحساس عظيم أن أنت تجيلك الفرصة أن تجسد شخصية حقيقية لشهيد من شهداء حرب أكتوبر المجيدة اللي قدم روحه علشان كلنا نعيش في عزة وكرامة، وكان لينا الشرف أن إحنا صورنا الفيلم في منطقة عسكرية مهمة موجودة حاليًا وأنت فيه بتعيش بروح عالية وكأنك تعيش الواقع .
ما هي أبرز كواليس فيلم «أسد سيناء»؟
فيلم «أسد سيناء» شهد عددًا من الكواليس المهمة التي جمعتنا مع زملائي من أسرة الفيلم، حيث عاش كل منا حياة الجندية في أثناء التصوير بشكل كامل، أهم وأحسن شيء شعرت به أنا وزملائي هي الروح التي تعاملنا بها وكأننا في حرب حقيقية، ومن أبرز المواقف اللي حصلت معانا كنا بنعدي علي ممرات وكان فيها حراسات .
وإحنا كنا ملتزمين بالزي العسكري وأنا طبعا كنت لابس ضابط فكل ما نعدي العساكر الحراس كانوا بيضربوا لينا التحية وأنا كمان بقيت بضرب ليهم تحية، ودا بصراحة معايشة لشخصية عمر الواحد ما يعرف يعيشها أبدا إلا في مثل هذه الأحداث، ودا غير ضباط الصاعقة اللي كانوا قاعدين معانا ونقلوا لينا كمية حكاوي حاجة عظيمة عظيمة جدا تفرح وتحسسك بقيمة البلد اللي إحنا عايشين فيها وقد إيه المجهود العظيم الذي تقوم به قواتنا المسلحة.
لماذا الأفلام التي تحكي عن قصص من حرب أكتوبر أو تحكي عن الحياة العسكرية قليلة جدا وضعيفة من حيث الإنتاج؟
الأفلام التي تناولت حرب أكتوبر المجيدة قليلة جدا، وذلك لما تطلبه من إمكانات ضخمة لتظهر بالشكل اللائق بالحرب، وكثيرًا من المنتجين لا يستطيعون إنتاجها بسبب تكلفتها الإنتاجية العالية ولذلك قامت الدولة في الفترة الأخيرة بدعم الأفلام التي تحكي عن وقائع وبطولات لأبطالنا من قواتنا المسلحة، لتخرج بالشكل اللائق للجمهور، بما يليق بدور القوات المسلحة في الدولة، وهذا ما تم بالفعل من تسهيلات لكي يظهر الفيلم بهذا الشكل المتميز.
«فيلم أسد سيناء» كان أفضل ما يمكن تنفيذه وتقديمه آنذاك وفق الإمكانات الاقتصادية والتقنية المتوفرة حينها، لكن بالتأكيد هذه المعركة المجيدة تستحق عشرات وعشرات من الأعمال الفنية التي تعبر عنها، وللعلم فيلم «الممر» تكاليف إنتاجه أعلى كأنك تعيش الحرب بالفعل.
يذكر أن تدور أحداث الفيلم حول بطولات حرب أكتوبر 1973، يروي الفيلم قصة البطل سيد زكريا خليل الذي كان يخدم ضمن سلاح المظلات بالقوات المسلحة المصرية، والذي نجح بمفرده في القيام بإيقاف كتيبة إسرائيلية كاملة خلال الحرب بعد استشهاد بقية أفراد الفصيلة التي كان ينتمي إليها.