الرئيس السيسي يهنئ الشعب المصري واسر الشهداء بمناسبة ذكري نصر اكتوبر المجيد
يوافق اليوم الاحد 6-10-2019، الذكري الـ46 لنصر أكتوبر المجيد، فتحتفل مصر اليوم بأحد أعظم وأمجد أيامها، شعبا وجيشا، حتي ان العالم اجمع يشاهد الاحتفالات الفنية والعسكرية التي تقدمها الدولة كل عام، هذا الانتصار الخالد الذي كان بامكانه ان يغير من شكل خريطة العالم، ويذهل فكر شعوب العالم اجمع.
وبمناسبة ذلك الانتصار العظيم، جاءت كلمة الرئيس السيسي صباح اليوم: تحتفل مصر اليوم باعظم وامجد ايامها، يوم عبور الحد الفاصل بين اليأس والأمل، وبين الماضي والمستقبل.
مضيفا: إن يوم السادس من أكتوبر عام 1973، لا يمثل فقط نصراً عسكرياً باهراً، حققته القوات المسلحة باقتدار، بل هو تعبير فريد، عن إرادة أمة، وتماسك شعب، استمد من تاريخه العريق، صلابة وقوة لا تقهر.
وأضاف “السيسي”: شعب مصر الكريم، إن من حق الأجيال الحالية .. أن تعرف ماذا حدث في تلك الفترة .. من حقهم علينا.. نحن من عاصرنا تلك الأيام.. أن نوضح بجلاء.. كيف كان الاختبار قاسياً.. وكيف استطاع المصريون تجاوزه بنجاح .. كيف تكاتف الشعب كله وراء قواته المسلحة.. ليصبح الشعب كله جيشاً .. ليخرج من هذه الملحمة نصراً .. يرد الاعتبار .. ويفتح الأبواب أمام استعادة الأرض.. وتحقيق السلام معاً.
وتابع: شعب مصر العظيم، إن قدر هذا الوطن.. أن يتعرض لأمواجٍ عاتية .. يأتي أغلبها من الخارج .. ولكنها تتحطم دوماً.. أمام صلابة وتماسك الشعب المصري .. الذي يربطه بأرضه رباطٌ وثيق .. ويربطه بجيشه الوطني ميثاقٌ وعهد .. بالحفاظ على الأرض.. وحماية الشعب.. وصون الكرامة الوطنية.
وخلال العقود الأخيرة.. تغيرت أشكال الحرب وأساليبها .. وصولاً إلى استهداف الروح المعنوية للشعوب .. ولتصل إلى المواطن داخل بيته.. من خلال وسائل الاتصال والإعلام الحديثة.. حربٌ تستهدف إثارة الشك والحيرة.. وبث الخوف والإرهاب .. تستهدف تدمير الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية .. بتصوير الدولة كأنها هي العدو.. وتصبح الجهات الخارجية التي تشن الحرب.. كأنها هي الحصن والملاذ.
وفي تلك الحرب.. التي تعتمد على الخداع والأكاذيب والشائعات.. يكون النصر فيها معقوداً على وعي كل مواطن .. وعلى مفاهيمه وأفكاره ومعتقداته.
ولذلك.. فإنني على ثقة كاملة من النصر في تلك الحرب .. ليقيني التام بأن الشعب المصري بأغلبيته الكاسحة.. يدرك بقلبه السليم الصدق من الافتراء .. وأن هذا الشعب الأصيل سئم من الخداع والمخادعين.. ومن كثرة الافتراء على وطنه بالباطل.
إن الشعب المصري.. الذي حقق عام 1973.. ما ظنه الجميع مستحيلاً.. والذي حافظ على السلام في منطقة الشرق الأوسط لعقود طويلة بعدها.. وتحمل في سبيل ذلك.. سَيْلٌ لم ينقطع من الهجوم والتشكيك.. لقادرٌ بإذن الله على مواصلة انتصاراته .. والحفاظ على وطنه .. وحماية دولته ومؤسساتها .. يقيناً منه بأنها مؤسسات وطنية مخلصة.. تعمل من أجل حماية أمنه.. وصون استقراره.. وتعظيم إنجازاته.
وقال الرئيس: في ذكرى نصر أكتوبر المجيد.. نتقدم بتحية احترام وتقدير.. إلى روح البطل الشهيد.. محمد أنور السادات .. الرجل الذي تحمل مسئولية تنوء بحملها الجبال.. فكان على قدر ثقة مصر وشعبها فيه .. قائداً وطنياً ذا عبقرية استراتيجية.. وضع مصلحة بلده وشعبه فوق أي اعتبار آخر.. وبلغ بها بر الأمان والسلام.
وتحية إجلال واعتزاز.. نتقدم بها لشهداء وأبطال القوات المسلحة.. أبناء الشعب المصري البواسل.. الذين ضحوا بدمائهم لتروي تراب سيناء المقدس.
نقول لأرواحهم الخالدة في هذا اليوم:
إن أبنائكم وأحفادكم لعاقدون العزم على مواصلة مسيرتكم .. وعلى الحفاظ على ما تركتموه لنا من وطنٍ حر.. تحت السيادة الوطنية .. لا يقبل المهانة ولا الخضوع .. لا تخدعه الأكاذيب ولا تهزمه الحرب النفسية .. وإن مصر.. ستظل أبداً بإذن الله.. وطناً منصوراً.. مرفوع الراية.. وشاهداً على انكسارات أعدائه وخيبة أملهم.. مهما تعددت أشكال الحرب.. وتغيرت أساليبها.