الأرشيف

“السادات” أسد أكتوبر يهزم الجيش الذي لايقهر.. في ذكري النصر

:

كتبت: حنان النجار

 تزامنا مع الذكرى الثامنة والثلاثين لاغتيال الرئيس محمد أنور السادات، ثالث رئيس جمهورية حكم مصر، نسترجع لحظة خروج جثمان الرئيس السادات، الذي اغتيل على يد الجماعات المتطرفة، في مراسم جنازة عسكرية مهيبة،  بمستشفي المعادي وسط بكاء الأطباء وجميع الذين تابعوا مشهد نقل الجثمان من نوافذ وشرفات المستشفى.

فيأتي غد الاحد الموافق 6/10/2019،  تزامنا مع ذكرى انتصار الجيش المصري في حرب السادس من أكتوبر لعام 1973 على الجيش الاسرائيلي، حيث اندلعت الحرب، قادها رجل لا يعرف للخوف طريق في قاموسه العسكري، بل  يعرّف المواجهة على أنها وسيلة للسلام، تمكّن خلالها الجيش المصري من “تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي كان يدعي انه لا يقهر”، و خرجت مصر من الحرب مستردة السيادة الكاملة على قناة السويس.

 وتبقى قيادة السادات  لحرب أكتوبر من الأشياء التى لا تنسى فى التاريخ، حيث قاد الوطن فى أشد الظروف ولم يهتز ولو للحظة رحمة اللة عليه، ورحم كل من قدم دمائة لهذا الوطن الحبيب .

أغتيال البطل السادات:

والجدير بالذكر، انه فى الفترة الممتدة ما بين عامي “١٩٧٠، ١٩٨١”، والذى انتهت فترة حكم الراحل السادات، باغتياله أثناء حضوره العرض العسكرى للذكرى الثامنة لانتصارات حرب أكتوبر الذى أقيم فى ساحة العرض أمام النصب التذكارى للجندى المجهول بمدينة نصر، وليلحق السادات بأبنائه من شهداء حرب أكتوبر البررة، ويتوارى جسده أمام نصب تذكارى نقشت عليه الحروف الأولى لأسماء جميع شهداء الحرب.

السيرة الذاتيه للسادات:

عاش أنور السادات عمره من أجل مصر ومات من أجلها، ولم يبخل عليها يوما بلحظة من عمره، ولا قطرة من دمه وهبها حياته وفكره فقد كانت تعيش في وجدانه، وتعد رحلة كفاحه صورة نابضة بالحب لشعبه ولوطنه، كما سطرها التاريخ منذ مولده بميت أبو الكوم، وتدرجه فى التعليم حتى تخرج ضابطا فى الكلية الحربية واعتقاله فى حادث اغتيال أمين عثمان، ثم دوره البارز فى ثورة يوليو، وتقلده للعديد من المناصب إلى أن تولى رئاسة الجمهورية ليحقق لبلاده أروع الإنجازات.

فترة حكم السادات:

استمرت فترة ولاية الرئيس الراحل السادات لمصر 11 سنة، اتخذ خلالها العديد من القرارات التاريخية الخطيرة التى هزت العالم، وأثبتت الأحداث صلابة السادات في مواجهتها ومرونته الفائقة على العمل على تفادى مصر المخاطر الجسيمة، حيث بنى استراتيجيته في اتخاذ القرارات على قاعدة تاريخية منسوبة إليه وهى “لا يصح إلا الصحيح”، ويذكر التاريخ أن السادات تمتع بالذكاء والفطنة وسرعة البديهة، وإجادة قراءة الواقع والاطلاع عليه، وكثرة قراءة التاريخ واستشراف المستقبل، وتأمل تاريخ الحروب والصراعات السياسية على مر العصور.

ومن أبرز القرارات التى اتخذها السادات عام 1971 القضاء على مراكز القوى فى مصر، وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفى ذات العام أصدر السادات قرارا بإعداد دستور جديد لمصر، وتم الاستغناء عن 17000 خبير روسى فى أسبوع واحد لإعادة الثقة بالنفس لجيش مصر حتى إذا ما كسب المصريون المعركة ضد إسرائيل لا ينسب الفضل إلى غيرهم.

وفى عام 1973، أقدم السادات على اتخاذ واحد من أخطر القرارات المصيرية التى اتخذها، وهو قرار الحرب ضد إسرائيل، وتمكن بخطة محكمة وشاملة للخداع الاستراتيجى من هزيمة إسرائيل فى حرب أكتوبر ١٩٧٣ بعد ثلاث سنوات فقط من بداية حكمه، وبهذا قاد السادات مصر إلى أول انتصار عسكرى فى العصر الحديث.

واستطاع السادات التفاوض مع إسرائيل من موقع المنتصر، فأجبرها على السلام وعلى إعادة الأرض المصرية المحتلة فى سيناء، مشددا على أن حرب أكتوبر هى آخر الحروب، حيث رسم انتصار القوات المسلحة المصرية في ٦ أكتوبر خط النهاية فى حرب دامت لأكثر من ربع قرن.

وفي عام ١٩٧٥، قرر السادات رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب بانفتاحها على العالم، فكان قرار الانفتاح الاقتصادى، وفي عام 1976 أعاد السادات الحياة إلى الديمقراطية التى بشرت بها ثورة ٢٣ يوليو ولم تتمكن من تطبيقها، فكان قراره بعودة الحياة الحزبية، فظهرت المنابر السياسية، ومن رحم هذه التجربة ظهر أول حزب سياسي في مصر، وهو الحزب الوطنى الديمقراطى كأول مولود حزبي كامل النمو بعد الثورة، ثم توالى بعد ذلك ظهور أحزاب أخرى كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوي التقدمى وغيرها.

وشهد عام 1977 اتخاذ الرئيس السادات قراره الشجاع الذى اهتزت له أركان الدنيا بزيارة القدس ليمنح بذلك السلام هبة منه لشعبه وعدوه فى آن واحد، ويدفع بيده عجلة السلام بين مصر وإسرائيل، ولهذا استحق بجدارة لقب “رجل الحرب والسلام”.

وفى عام ١٩٧٩، قام السادات برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعى لكل إنسان، وخلال هذه الرحلة وقع اتفاقية السلام فى كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكي السابق جيمى كارتر، وبموجبها حصل على جائزة نوبل للسلام، مناصفة مع رئيس وزراء الإسرائيلى مناحم بيجن، تقديرا وتكريما لتوقيعهما على معاهدة السلام.