الأخبار

وكيل الأزهر: حماية البيئة والمحافظة عليها من الواجبات الدينية..والمسلم مأمور بالمحافظة على مكوناتها وثرواتها ومواردها

:

كتبت/ مروة ابوزاهر

الشرع الحنيف دعا الإنسان إلى أن يتعامل مع الكون تعامل الشاكر للمنعم سبحانه وتعالى

الإنسان المعاصر أسرف كثيرا في الاهتمام بذاته والعناية بملذاته

المجتمع المدني شريك أساسي في صناعة التنمية ولا يمكن الاستغناء عنه

وكيل الأزهر يشيد بوعي الدولة المصرية وقيادتها الرشيدة تجاه مخاطر التغيرات المناخية

مؤسسة الأزهر لم تأل جهدا في سبيل التوعية بخطورة التغير المناخي

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن حماية البيئة والمحافظة عليها من الواجبات الدينية، مؤكدا أن المسلم مأمور بالمحافظة على مكونات البيئة وثرواتها ومواردها، التي تعد منحا إلهية لضمان استقرار حياة البشرية.

وأوضح وكيل الأزهر، خلال كلمته، بافتتاح أعمال المنتدى الخامس لجامعة الأزهر، والذي ينعقد تحت عنوان (دور المجتمع المدني تجاه التغيرات المناخية)، أن الشرع الحنيف قد وجه نظر الإنسان إلى أن يتعامل مع الكون من حوله تعامل الشاكر للمنعم سبحانه وتعالى، مع فهم دقيق لحقيقة الشكر التي توجب العمل لا مجرد نطق اللسان، لافتا إلى أن الواقع يشهد أن الإنسان، خاصة المعاصر، قد أسرف كثيرا في الاهتمام بذاته، والعناية بملذاته، حتى صار إنسانا مستهلكا، غاضا الطرف عن المنهج الأخلاقي الحضاري الذي يصون الحياة والأحياء، مؤكدا أن الإنسان كلما كان متعلقا بهذا المنهج الأخلاقي الحضاري كان أكثر قربا من الإحسان الذي أمر أن يتعبد به لله رب العالمين، والذي يفيض على البيئة ومكوناتها صيانة وعناية.

وردد وكيل الأزهر على أن المجتمع المدني بكل مؤسساته، هو شريك أساسي في صناعة التنمية، ولا يمكن الاستغناء عنه؛ لما له من دور مؤثر ميدانيا وتوعويا من خلال اتصاله المباشر بالمواطنين بكل فئاتهم، وبما يتيحه لهم من فرص مشاركة حقيقية تمكنهم من الاستجابة الفاعلة والتكامل مع جهود الدولة.

وأشاد وكيل الأزهر بوعي الدولة المصرية وقيادتها الرشيدة، تجاه المخاطر المتعلقة بالتغيرات المناخية، واهتمامها البالغ بهذه القضية، والذي تجلى في مشاركة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أعمال قمة المناخ في باريس عام 2016م، وتوقيع مصر على اتفاقية باريس للمناخ ضمن 194 دولة، بالإضافة ترجمة تلك الخطوات إلى واقع عملي في رؤية مصر 2030م، من خلال وجود نظام بيئي متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر الطبيعية.

وأضاف وكيل الأزهر، أن من أبرز الإيجابيات التي تدل على أن مصر دولة “عمل لا كلام” تجاه قضية المناخ، هو تبني مشروعات تساعد في المحافظة على البيئة، وتعمل على مواجهة التغيرات المناخية، مثل؛ الاستثمار في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وإنشاء محطات رصد لنوعية الهواء المحيط على مستوى الجمهورية، وربط العديد من المنشات الصناعية بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية، بالإضافة إلى استضافة مصر للدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة حول تغير المناخ خلال الفترة من 7 – 18 نوفمبر القادم، والذي سيقام في مدينة  شرم الشيخ.

وأكد د.الضويني، أن مؤسسة الأزهر لم تأل جهدا في سبيل التوعية بخطورة التغير المناخي، حيث وضعت هذه القضية المهمة على قائمة أولوياتها، ونادت في أكثر من محفل بأهمية تدارك هذا الأمر، وأخذت على عاتقها التوعية والإرشاد وتدشين المبادرات والمؤتمرات والمنتديات، وتحرك الأزهر جامعا وجامعة لهذه القضية الخطيرة، حيث دعا الأزهر إلى «عدم إلحاق الضرر بالأرض التي وهبنا الله إياها نظيفة نقية صالحة للحياة، والابتعاد عن كل الممارسات الخاطئة التي تضر بها وتؤثر على حياة البشر».

 

وأضاف د.الضويني، أن جامعة الأزهر قد أسست لجنة «لخدمة المجتمع وتنمية البيئة» من أهدافها جعل الجامعة صديقة للبيئة ومنتجة للطاقة الشمسية، كما تبنى قطاع المعاهد الأزهرية ، برامج لتوعية التلاميذ حول الحفاظ على البيئة، وأطلق مجمع البحوث مبادرة «مناخنا حياتنا»، وعقد الأزهر بروتوكول تعاون مع وزارة البيئة؛ لتعزيز سبل التعاون المشترك في مجال التوعية الخاصة بالبيئة على مستوى الجمهورية.

 

وفي ختام كلمته أكد وكيل الأزهر أننا في حاجة ماسة إلى بث روح الجمال مرة أخرى في نفوس الناس، وإلى أن نعيد قراءة الكون القراءة الحقيقية التي قرأها من سبقنا من علمائنا الأكابر، فعمروه وملؤوه جمالا أدهش كل من أتى بعدهم، مشددا على أن البيئة بكل مكوناتها أمانة في أعناقنا، ويجب يجب أن نحافظ عليها؛ لتبقى صالحة كما أرادها الله، وليستمتع كل جيل بحقه منها كما استمتع من سبقه.