الأخبار

إيريك أوشلان: المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر هي العوامل المحركة التي تؤدي لتوفير وظائف جديدة

:

كتبت: مروه ابو زاهر

اسمحوا لي أيضاً أن أرحب تشارلز دان، مستشار المدير العام لمنظمة العمل الدولية وبيتر فان غوي، نائب المدير الإقليمي لأفريقيا والمدير السابق لمكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة لحضورهم ومشاركتهم في جلسات وفعاليات المؤتمر الدولى للمشروعات الصغيرة في دورته الـ 64.

إن تلبية احتياجات رواد الاعمال لبدء وإنشاء مشروعات ناجحة – بما في ذلك إيلاء الاهتمام للشباب وكذلك من خلال استراتيجيات مراعية للنوع الاجتماعي– تقع في قلب أنشطة منظمة العمل الدولية. فإن المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر هي العوامل المحركة التي تؤدي لتوفير وظائف جديدة؛ ويكمن وراء كل مشروع روح رائد الأعمال وخياله المبدع. فلقد تدعم ريادة الأعمال النمو الاقتصادي ويمكن أن تلعب دورا جوهريا في تحفيز التنمية المستدامة وتوفير وظائف لائقة.

إن إعلان مؤتمر العمل الخاص بمنظمة العمل الدولية في عام 2007 حول “المشروعات المستدامة” قدم إطارا لوضع رؤية المنظمة للقرن الواحد والعشرين بشأن تطوير مشروعات تساهم في توفير وظائف. إن هذا التوافق العالمي في الآراء الذي خَلصت إليه المناقشات الثلاثية الأطراف بين الحكومات وأصحاب العمل والعمال يوفر رؤية مشتركة قوية تبني على أحدث أساليب التفكير المعنية بالتنمية المستدامة، وتعزيز ريادة الأعمال.

إن المشروعات المستدامة لا يمكن أن توجد أو تعمل في فراغ . إن كافة المشروعات – أي كان حجمها – تعمل في سياق سياسي واجتماعي واقتصادي وتخضع لضوابط تنظيمية ومؤسسية. وبينما من المهم أن ندعم المساهمات لمشروعات معينة حتى تنمو تلك المشروعات، فمن المهم كذلك النظر إلى البيئة الخارجية التي تعمل فيها تلك المشروعات.

إن المساهمات على مستوى المشروعات فقط لا يمكن أن  تصل للنتائج المُثلى لتحقيق التنمية المستدامة ما لم تتناول المشاكل المتصلة ببيئة الأعمال ككل.

وتلتزم منظمة العمل الدولية بتعزيز بيئة مُمكنة تساعد رواد الأعمال على توسيع نطاق انشطتهم وتوفير حوافز تمكنهم من إضفاء الطابع الرسمي على مشروعاتهم. ويقصد بهذا تشجيعهم على الابتكار، وتوفير فرص التشغيل،  والاستثمار في الموارد البشرية والطبيعية على المدى الطويل، مما يؤدي لدعم النمو الاقتصادي ورفع مستوى المعيشة.

إن برنامج المنظمة للمشروعات يدعم الجهود المبذولة لتحفيز ريادة الأعمال عن طريق التدريب، وتوفير خدمات تطوير الأعمال، والحصول على المعلومات، والتكنولوجيا والتمويل، وربط المشروعات بسلاسل القيمة المحلية. 

ومنذ سنوات، قامت منظمة العمل الدولية بتطوير أدوات تدريبية وتعليمية لدعم من لديه الاستعداد لإقامة مشروع. ومن خلال الشراكة مع منظمات الأمم المتحدة الشقيقة، مثل: اليونسكو وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف، وكذلك عن طريق الشراكة مع الأطراف الفاعلة الوطنية مثل: جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر والمجلس القومي للمرأة، استخدمنا تلك الأدوات للوصول بشكل مساوٍ للمرأة والشباب واللاجئين وآخرين. ومن خلال دعم الشركاء الوطنيين الماليين وغير الماليين، نحن بصدد الانتهاء من دليل استرشادي جديد حول الثقافة المالية بما يتوافق والسياق المصري.

 تتمثل أهداف منظمة العمل الدولية فيما يلي:

–         تطوير مواقف واتجاهات إيجابية صوب المشروعات المستدامة والعمل الحر وريادة الأعمال الاجتماعية.

–         تعزيز الوعي بكون المشروعات والعمل الحر من الخيارات المهنية للشباب.

–         توفير المعرفة والممارسة حول الصفات المطلوبة لبدء مشروع ناجح وتشغيله.

–         إعداد الطلاب وفئات أخرى ليصبحوا موظفين أفضل عن طريق إدراك طبيعة الأعمال والمشروعات على نحو أفضل.

 إن منظمة العمل الدولية نشطة في كافة جوانب ريادة الأعمال من دعم لرواد الأعمال الحاليين والمحتملين في المستقبل وكذلك أصحاب وصاحبات الأعمال عن طريق الاتحادات الكبرى مثل اتحاد الصناعات المصرية. كما تدعم المنظمة أيضا المشروعات الصغيرة في كل أشكالها بما في ذلك الجمعيات والمشروعات المجتمعية.

إن تطوير ريادة الأعمال يساعد أيضا على دعم التنمية الاقتصادية المحلية. إن الأقاليم والمحليات والمدن حول العالم تتحول بشكل متزايد نحو استراتيجيات التنمية الاقتصادية المحلية كرد فعل تجاه تحديات العولمة ومسار اللامركزية. وبينما نجد أن المناطق/ الأقاليم التي لديها شركات متنافسة قد تمكنت من الازدهار في الاقتصاد  الدولي، فإن المناطق الاٌقل تنافسية قد عانت من البطالة أو تشغيل بجودة أقل. كما تضطلع السلطات المحلية بمسؤوليات أكبر فيما يتعلق بوضع الاستراتيجيات وتنفيذها والتي تبني على الأمكانات الاقتصادية المحلية، وتتناول الفقر والبطالة والتحديات أمام تطوير المشروعات. نعم، إن تطوير المشروعات جانب أساسي لدعم الديناميكية المطلوبة والثروات على الصعيد المحلي.

وفي الختام، إن منظمة العمل الدولية تنظر لريادة الأعمال كوسيلة لتوفير عمل لائق ومنتج، مع إدراك أنه بالنسبة للشباب من الجنسين على وجه الخصوص، فأن تطوير المهارات والاتجاهات الريادية إن أدمجت بشكل جيد في المنظومة التعليمية يمكن أن يصقل من قدراتهم على المنافسة بنجاح للحصول على فرص العمل حينما تقل بل تشح الوظائف المتوافرة في سوق العمل.  

وأخيرا، أود أن اتوجه بالشكر إلى المجلس الدولي للمشروعات الصغيرة على تنظيم هذه الفاعلية واتمنى أن يساعدنا هذا المؤتمر على تعزيز دور ريادة الأعمال في مصر ودول أخر