ناقد يبكي على الهواء حزنا على جابر عصفور: “مصابي فيه كبير”
بكى الدكتور طارق نعمان الناقد والمترجم، على الهواء، قائلا إن الرحلة المعرفية للمفكر المصري الراحل الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق كانت كبيرة جدا، وكان الامتداد الحقيقي للمفكر الراحل طه حسين عبر انتساب مباشر مع أحد أنبل وأنبه تلامذته المفكرة سهير القلماوي، حيث تأثّر بأفكارها بشكل كبير: “مصابي فيه كبير على المستوى الشخصي، وتعلمت منه كثير”.
وأضاف نعمان خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “صباح الخير يا مصر”، من تقديم الإعلاميين محمد الشاذلي وبسنت الحسيني: “سهير القلماوي لم تصدر كتبا كثيرة، لكنها أنجبت رسالة ألف ليلة وليلة، ونبهت الثقافة العربية للمسكوت عنه، حيث كانت تنتقم لقضية المرأة، وبالتالي لم يكن من المستغرب أن تحتل قضايا المرأة جزءً مهما من كتابات جابر عصفور”.
وتابع الناقد والمترجم، أن الراحل كان قامة ثقافية استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى من النادر أن تتكرر في العالم العربي تتميز بخصوصية فريدة، حيث جمع قدرا كبيرا من الإجادة والتميز مع كل هذا التميز، موضحًا: “كانت شخصيته تكمن في قدرتها الكبيرة على الحلم وصناعة الأمل في هذه الأمة، ومنذ أن تخرج في عام 1965م وهو يخلب لُب تلاميذه بحضور معرفي طاغٍ وتدفق غير عادي وحداثة معرفية كبيرة عبر كل الجامعات المصرية والعالمية التي عمل وحضر فيها، وعلى رأسها جامعة هارفارد التي كانت تحرص دوما على دعوته كأستاذ زائر بها على مدار سنوات عديدة”.
وأكد، أن المثقف الذي لا يتحسس آلام شعبه لا يستحق أن يحظى بلقب مثقف، أما جابر عصفور، كان مثقفا عضويا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ومحركا ثقافيا كبيرًا ليس في نطاق أسوار الجامعة فقط، لكن على امتداد جامعته العربية، ولعب دورا من أخطر الأدوار السياسية التي خدم بها مصر، فبعد أن قوطعت مصر بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد، حيث عقد مؤتمرات دولية، وبعدها بدأ العرب يتوافدون تباعا دولة بعد دولة، حيث شارك مع مثقفي مصر في إعادة مصر إلى الدول العربية عبر المجلس الأعلى للثقافة، الذي استلمه جثة هامدة وحوله إلى كيان فاعل ونابض.