اعرف تاريخ وفاتك الآن..الهيئة الرقابية تطلق أول جدول للحياة
كتبت: عبير خالد
أطلقت هيئة الرقابة المالية مبادرة هامة لإنشاء أول جدول اكتواري مصري، والذي يعرف ب “جدول الحياة” نظرا لأهميته الشديدة في التوسع لتطبيق التأمين الصحى، ليصبح تأميناً شاملاً لجميع أفراد المجتمع ، وذلك فى إطار يضمن استمرار تطبيقه بشكل فعال يخدم كافة الفئات المجتمعية.
ويعرف “جدول الحياة” على أنه ” المسئول عن تحديد احتمال الحياة أو الوفاة عند كل الأعمار ، والتي من شأنها أن تُظهر احتمالية وفاة شخص في سن محدد” ،وذلك يسهم بشكل كبير في التامين على حياة الأفراد في وقت محدد ومعروف ،و سينتج عن ذلك بالطبع تحقيق الموازنة فى حساب أقساط التأمين على الحياة ، بين قسط التأمين والخطر.
دور الهيئة العامة للرقابة المالية
ونوضح الدور الذي لعبته هيئة الرقابة المالية ،وكان ذلك الدور نتاج دراسة دقيقة اجرتها للوصول الى شكل ملائم للجدول ، و اعتمدت الدراسة على تجميع البيانات والمعلومات، من شركات التأمين العاملة بفرع الحياة ، ومن ثم دراسة البيانات واستبعاد الحالات غير الصالحة للدراسة ، ويرجع أسباب عدم صلاحيتها إلى
نقص فى البيانات
عدم مصداقيتها
وبعد فحص الحالات الواردة يتم استخرج وتعديل معدلات الوفاة ،لاستنباط الجدول وهذا يتوقف على خبرة شركات التأمين المصرية ، التي قامت بعمل استطلاع رأي للتعرف على الشكل المبدئي للجدول :
ارتفاع معدلات الوفاة بالنسبة للأعمار فوق سن 40 عن تلك الجداول المستخدمة فى سوق التأمين المصري.
ارتفاع معدلات الوفاة للتأمين بكشف طبي عن نظيرتها بدون كشف طبي وهو الأمر الذي ( إذا صح ) قد يشير إلى قصور فى الاكتتاب .
ارتفاع قيمة الأقساط الصافية باستخدام معدلات الوفاة الناجمة عن الدراسة عن مثيلاتها المستنبطة من الجداول المستخدمة فى السوق المصري وذلك بالنسبة للتأمين الطبي بكشف.
إنشاء قاعدة بيانات أساسية لمؤشرات معدلات الوفاة.
أهمية جدول الحياة المصري
وترجع أهمية هذه الجداول إلى حساب تكلفة التأمين على الحياة، ويعد هذا الهدف الأساسي لإنشاء الجدول ، و تنبثق منها عدة أهداف فرعية،.
تتمثل في حساب تكلفة تأمين المعاش الشامل لكل جنس على حده، حيث أن الهيكل السكانى للذكور، يختلف تماما عن الهيكل السكاني للإناث ،.
لذا يتوجب تحديد نوع الهيكل الذي ستتم دراسته على حده ، بالإضافة إلى تقديم نتائج أكثر استقراراً ،حتى يسهل التنبؤ بمعدلات الوفاة المحتملة، وهذا سيؤدي إلى استقرار ملحوظ فى نظام التأمين،.وهذا ما تسعى إلى تنفيذه الهيئة الرقابية ،.
مكونات جدول الحياة
بعد التعرف على كل ما يتعلق بالجدول ،وجب الآن التعرف على الشكل الخاص به فهو يتكون من 4 عناصر أساسية، هم تحديد فئة عمرية معينة يتم القياس عليها ، عدد الأحياء ، عدد الوفيات ، معدل الوفيات في سن المحدد سابقا ،.
وينبثق من هذه العناصر مجموعه أخرى تتمثل في عدد الأشخاص اللذين تتراوح اعمارهم بين سنة و أكثر، كذلك احتمالية وفاة الأشخاص قبل سن معين وغيرها من العناصر الفرعية الأخرى اللازمة لإظهار الجدول في شكل مثالي دون احتمالية وجود أي نسبة أخطاء،.
تجارب تاريخية للدول على جدول الحياة
لا ينسى الدور الذي لعبته مصر في البدايات ، ويكمن هذا الدور في المحاولات الأولية لإنشاء الجدول اعتمادا على خبرة موظفى الحكومة المصرية، الذين كانوا يخضعون لنظام المعاش الحكومى ،عن المدة من عام 1922 إلى عام 1928 ،والذى قام بعمله مستر كريج الخبير بوزارة المالية فى ذلك الوقت . وقد حدثت بعض المحاولات الفردية لعمل جداول خبرة محدودة البيانات وتعتمد على اجتهادات شخصية بحته ولذلك لم تتمكن شركات التأمين المصرية من استخدامها ،.
ومن هنا كانت الانطلاقة الأولى للهيئة العامة للرقابة المالية ،لإعداد جدول حياه مصري منذ اواخر عام 2006، وترجع هذه الفكرة لعده أسباب هي زيادة خبرة السوق المصرية ،حيث تعتمد على خبرة الشركات الأجنبية في الطلب ومن امثلة هذة الشركات ما يلي :
المملكة المتحدة
ظهرت جداول عدة أولها المجموعة التى ظهرت عام 1869، وأطلق عليها جداول الخبراء الاكتواريين ،ومجموعة جداول رؤساء التأمين التى أنشئت على أساس خبرة ثلاثين سنة من عام 1863 إلى عام 1893، وأخيراً الجدول الذي أنشئ على أساس الخبرة بين عامي 1924 و 1929 والذى نشر عام 1934.
2-الولايات المتحدة الأمريكية
ظهرت عدة جداول حياة تعتمد على خبرة شركات التأمين الأمريكية، أولها جدول الخبرة الأمريكية وظهر عام 1867 ، والجدول الأمريكى الذي أنشئ على أساس خبرة المدة من عام 1958، وأخيراً جدول التأمين الموحد العادى لعام 1968 والذي يطلق عليه 1968 CSO.