كتبت: اسراء احمد
المسلسلات الدينية والتاريخية كانت هي ثمة الدراما الغالبة على رمضان من كل عام في مصر بل لا نبالغ إن قلنا انها كانت تميز الشهر الكريم على الشاشة وتلقى نسب مشاهدة عالية، فضلا عن اظهار القيمة التاريخية والدينية للمسلمين الأوائل، لكن رويدا اختفت الدراما الدينية والتاريخية، على الرغم من كثرة المسلسلات والإنتاج الدرامى الوفير والمتنوع بين الدراما الاجتماعية والأكشن والكوميديا لم يكن هناك إنتاج ضخم مميز للمسلسل الدينى أو التاريخى كما كان يحدث فى الماضى، ويعكس هذا مدى تحول سوق الدراما الرمضانى إلى سوق استهلاكية ترفيهية تميل للموضوعات الخفيفة المسلية البعيدة عن الأعمال التاريخية التى لم تعد لها جاذبية كما كان فى الماضى، وفق خبراء الإعلام وكبار الفنانين.
فى بدايات انتشار الدراما التليفزيونية وحتى وقت قريب كان شهر رمضان هو الوقت الأهم والمناسب للمسلسل الدينى، كان المسلسل الدينى محور دراما رمضان بجوار المسلسل الكوميدى أو الاجتماعى والفوازير، وأصبح مع الوقت المسلسل الدينى والتاريخى ضيف شرف فى خريطة البرامج الرمضانية، ومع أزمة الإنتاج خلال السنوات الماضية ظهر فقر شديد فى إنتاج المسلسل الدينى خصوصا إنتاج التليفزيون الرسمى، الذى كان أقرب لأداء واجب منه إلى عمل إبداعى تم الإعداد له ليخلّد فى تاريخ الدراما، مرت سنوات تم إنتاج عدد من الأعمال فقيرة الإنتاج، وبسبب فشلها فى تحقيق نجاح أو جذب إعلانى توارت الدراما التاريخية، وحل مكانها دراما قصص الفنانين والمشاهير الراحلين وحتى الأحياء.
اضطرت بعض القنوات خلال الأعوام الماضية تحديدا منذ عام 2013 للاستعانة بمسلسل تاريخى هام تم عرضه هو مسلسل «عمر» الذى أخرجه حاتم على وكتبه وليد سيف وأثار جدلا كبيرا كأول عمل درامى يجسد فيه ممثل شخصية الخليفة عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)، ويمثل المسلسل حالة خاصة من الأعمال الدينية والتاريخية، بالإضافة إلى جرأة تجسيد شخصية دينية لواحد من الخلفاء الراشدين وأحد المُبشرين بالجنة، المسلسل عمل مبهر من ناحية الشكل والإنتاج، فقد بلغت تكلفته 200 مليون ريال سعودى واستغرق تصويره ما يقارب من عام، وعرضته حينها قناة «الحياة» كعرض أول، وأعادت عرضه شبكة قنوات «MBC» التى قامت بإنتاجه وعرضه حصريا على قنواتها في ذلك العام، وباستثناء مسلسل عمر يصعب للغاية أن نجد مسلسلا تاريخيا أو دينيا آخر جديدا.
لصوفية تنقذ الموقف
ظلت المسلسلات التاريخية من العلامات المميزة للدراما المصرية فى الموسم الرمضانى على مدار سنوات طويلة، لكنها بدأت فى الانحسار الفترة الماضية حتى اختفت تماماً، واقتصرت الأعمال التاريخية المعروضة فى الموسم الحالى على الدراما العربية.
«الصوفية» سيطرت على نكهة الدراما التاريخية فى رمضان 2019، فيعود الممثل غسان مسعود إلى الدراما السورية بمسلسل «الحلاج»، الذى يتولى إخراجه على على، وهو المسلسل المقرر عرضه على قناة «أبو ظبى»، ويشارك فى بطولته مجموعة من النجوم العرب من بينهم منى واصف، منذر رياحنة، وزهير رمضان.
ويرتدى «مسعود» عباءة الحسين بن منصور الحلاج، ضمن أحداث المسلسل التى تعود إلى 265 هجرية، وكانت نهايته هى الأقسى على الإطلاق، حيث جُلد ألف جلدة، وقطعت يداه وقدماه، وحرقت جثته، وألقى برمادها فى نهر الفرات، وعلق رأسه على باب الكرخ.
“الحلاج” و”ابن عربى” يرتسمان على وجه “مسعود” و”إسماعيل”
وفى أجواء الأندلس القديمة، وتحديداً فى 558 هجرية، ولد «سلطان العارفين»، أو محيى الدين بن عربى، الذى يتناول سيرته مسلسل «مقامات العشق» للمخرج أحمد إبراهيم أحمد، المعروض على قناة «أبو ظبى»، ويشارك فى بطولة المسلسل لجين إسماعيل ويوسف الخال ونسرين طافش، ولا تقتصر الأحداث على سيرة المفكر الصوفى وفكره المعتدل، بل يتطرق إلى عدد من الصراعات السياسية التى شهدتها الأندلس فى تلك الفترة.
بينما ينتقل «الحرملك» للكاتب سليمان عبدالعزيز والمخرج تامر إسحاق، إلى فترة زمنية مختلفة، حيث تدور الأحداث فى القرن التاسع عشر، عندما بدأت الدولة العثمانية فى الانهيار، وقد لا يتطرق المسلسل إلى واقعة تاريخية محددة لكنه يدور حول الصراعات الإنسانية، من الحقد والطمع والكراهية إلى الخير والجمال والحب، ويشارك فى بطولته مجموعة كبيرة من النجوم العرب من بينهم جمال سليمان، باسم ياخور، سلافة معمار، قيس شيخ نجيب، سامر المصرى ودرة، إضافة إلى مجموعة من الممثلين المصريين أحمد فهمى، نبيل عيسى، ونهى عابدين، ومن المقرر أن يعرض المسلسل على قناة «Ten» الفضائية، التى تضع ضمن خطتها البرامجية مسلسل «العاشق.. صراع الجوارى» للمخرج على محيى الدين.







